اقتصاد

الجنيه الإسترليني ركيزة الاقتصاد في المملكة المتحدة

Written by admin

الجنيه الإسترليني ركيزة الاقتصاد في المملكة المتحدة

الجنيه البريطاني، المعروف أيضًا بالباوند والممثل بالرمز £ والكود GBP حسب معايير الأيزو، هو العملة الرئيسية التي تُستخدم في المملكة المتحدة بما في ذلك أقاليمها من جزيرة مان وجزر القنال وكذلك الأقاليم البريطانية البعيدة. ينقسم الجنيه إلى مئة وحدة صغيرة تُعرف بالبنس، ويتميز عن الجنيه القديم الذي كان يتداول في الماضي.

تداول الجنيه الإسترليني ونسخه المحلية

الإصدارات المحلية للباوند

تقوم جزر القنال وجزيرة مان بإصدار نسخها الخاصة من العملة، تُسمى على التوالي جنيه مانكس، جنيه جيرزي، وجنيه غيرنسي. وبالمثل، يُستخدم الجنيه الإسترليني أيضًا في جبل طارق (إلى جانب الجنيه المحلي لجبل طارق)، وفي جزر فوكلاند، وجزيرتي سانت هيلينا وأسينشين (إلى جانب جنيه سانت هيليني). تُعتبر العملات المتداولة في جبل طارق، جزر الفوكلاند وسانت هيلينا متوازية مع الجنيه الإسترليني من حيث القيمة.

مكانة الجنيه الإسترليني عالميًا

يحتل الجنيه الإسترليني المرتبة الثالثة كأكبر احتياطي للعملات على مستوى العالم، مُسبقًا بالدولار الأمريكي واليورو. في الأسواق العالمية، يُصنف كرابع أكثر العملات تداولًا بعد الدولار الأمريكي، اليورو والين الياباني، الجنيه الإسترليني لا يُعتبر فقط عملة، بل هو جزء لا يتجزأ من الهوية البريطانية وركن أساسي في استقرار الاقتصاد العالمي.

الجنيه الاسترليني: عملة الإمبراطورية والتقاليد العريقة

الجنيه الاسترليني، المعروف رسميًا بـ Pound Sterling والشهير باختصاره الباوند، يشكل عصب النقد في المملكة المتحدة وأراضيها. يستخدم هذا المصطلح للدلالة على العملة في السياقات الرسمية وللتمييز بينه وبين عملات أخرى تحمل نفس الاسم. في الأسواق المالية، يُعرف بالإسترليني للإشارة إلى العملة كوحدة وليس كمقدار، بينما يُطلق عليه الجنيه البريطاني أو الإنجليزي في بعض الأحيان بشكل غير رسمي. وفي العامية، يُعرف بالكويد.

أصول وتاريخ الجنيه الاسترليني

جذور كلمة استرليني

أصل كلمة استرليني يعود للعصور الأنجلوسكسونية حيث كانت النقود تُصنع من الفضة وتُسمى “استرلين”. وكان الوزن الكلي لـ 240 استرلينًا يوازي باوندًا واحدًا، ومن هنا جاءت عبارة “باوند من الاسترلينغات”. بحسب قاموس أكسفورد، ترجع كلمة استرليني إلى البنس الفضي البريطاني في عهد النورمان حول العام 1300.

رمز العملة وتطوره

رمز العملة الجنيه هو £، الذي كان يُكتب تقليديًا بخطين عرضيين ₤ وتطور إلى خط واحد عرضي. ينبع هذا الرمز من حرف الـ “L” المُختصر من كلمة Librae الرومانية، جزء من نظام £sd الذي يشير إلى Librae, Solidi, Denarii وهي الوحدات المستخدمة للباوند، الشلن والبنس في النظام النقدي البريطاني القديم.

التحول للنظام العشري وأثره

البنس الجديد والقديم

مع إدخال النظام العشري في 1971، تم تقسيم الجنيه إلى 100 بنس، حيث كان يُطلق على البنس الجديد اسم “New Pence” حتى عام 1981. وكان الرمز الرسمي للبني هو “P”، ليُستخدم في التداول النقدي كما في “50p” للإشارة إلى خمسين بنس.

الشلن والنظام الإثني عشري

قبل النظام العشري، كان الباوند يُقسم إلى 20 شلنًا وكل شلن يحتوي على 12 بنسًا، بإجمالي 240 بنسًا في الباوند. وكان رمز الشلن “s” المُشتق من العملة الرومانية صوليدوس، والبني “d” من الكلمة الفرنسية denier.

العملات المعدنية وتاريخها

العملات المعدنية التاريخية وتطورها

منذ الخمسينيات، اختفت العملات المعدنية لجورج الثالث وما بعده من التداول، واستُبدلت العملات الفضية بأخرى من النحاس-النيكل في 1947. واستمر تداول الشلن والفلورين كعملات قانونية في النظام العشري بعد تغييرهما إلى 5p و10p على التوالي.

الجنيه الاسترليني ليس مجرد عملة، بل هو شاهد على التطور الاقتصادي والتاريخي للمملكة المتحدة، ويظل ركيزة للتعاملات المالية البريطانية والعالمية.

الجنيه الاسترليني: العملة التي شهدت إمبراطوريات

الجنيه الاسترليني، العمود الفقري للاقتصاد البريطاني، امتد استخدامه عبر أرجاء واسعة من الامبراطورية البريطانية، حيث تم تداوله إلى جانب العملات المحلية في العديد من المستعمرات والدول ذات السيادة. في كندا، على سبيل المثال، كان السفرن الذهبي يُعتبر عملة قانونية بالتوازي مع الدولار الكندي. العديد من المستعمرات البريطانية كأستراليا وبربادوس وغيرها اعتمدت الجنيه كعملتها الرئيسية، وبعضها حافظ على معادلتها للجنيه الاسترليني، بينما انفصل البعض عن هذه المعادلة بمرور الوقت.

الجنيه الاسترليني ونظام بريتون وودز

اتفاقية بريتون وودز وتأثيرها

اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة في عام 1940 على ربط الجنيه بالدولار الأمريكي بسعر 1£ = 4.03$، وبقي هذا المعدل ثابتًا خلال الحرب العالمية الثانية وضمن إطار نظام بريتون وودز. تحت وطأة الضغوط الاقتصادية، اضطرت بريطانيا لخفض قيمة الجنيه بنسبة 30.5% إلى 2.80$ في سبتمبر 1949، مما أدى إلى خفض قيمة عملات أخرى أمام الدولار.

تحديات الستينات وتدابير الرقابة على الصرف

واجه الجنيه ضغوطًا في الستينات بسبب اعتبار سعر صرفه مرتفعًا مقابل الدولار، مما دفع حكومة ويلسون لفرض قيود على الصرف، بما في ذلك تحديد السياح بأخذ مبلغ لا يتجاوز 50£ خارج البلاد. انخفض الجنيه في النهاية بنسبة 14.3٪ إلى 2.40$ في نوفمبر 1967.

التحول إلى النظام العشري وتعويم الجنيه

الانتقال إلى النظام العشري

في 15 فبراير 1971، أُدخل النظام العشري حيث تم استبدال الشلن والبني بالبنس الجديد، وتم إزالة كلمة “new” من العملات المعدنية بدءًا من إصدارات عام 1981.

تعويم الجنيه ونهاية منطقة الاسترليني

بانهيار نظام بريتون وودز في 1971، تم تعويم الجنيه ما أدى إلى ارتفاعه مؤقتًا قبل أن ينخفض مجددًا في السنوات اللاحقة، مما أدى إلى انتهاء منطقة الاسترليني.

التحديات الاقتصادية للجنيه الاسترليني

أزمة الجنيه في السبعينيات

في 1976، واجه الجنيه أزمة حادة أدت إلى فقدان الثقة فيه وضرورة تنفيذ إصلاحات اقتصادية لدعمه.

تقلبات الثمانينيات وما بعدها

مع سياسة التقشف المالي لحكومة المحافظين، شهد الجنيه صعودًا قويًا وكسادًا اقتصاديًا في بداية الثمانينيات، ثم تلا ذلك انخفاض حاد في قيمته.

التحديات المعاصرة وإدارة التضخم

منذ 1997، أصبح بنك إنجلترا المسؤول عن الحفاظ على معدل التضخم قريبًا من 2٪، مما يؤثر بشكل مباشر على قيمة الجنيه الاسترليني.

الجنيه الاسترليني، بتاريخه الطويل وتأثيره الكبير، يظل أحد الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي وشاهدًا على التحولات الاقتصادية البريطانية عبر العصور.

 

About the author

admin

Leave a Comment